"العلم الذي كان مخبأ في البيوت لسنوات، ها هو الآن يرفرف في كل مكان"

ذكر شهود ثورة روج آفا أن هذه الثورة هي إرث المقاومة في السجون، وقالوا: "هذه الثورة كانت حلماً وهذا الحلم أصبح حقيقة، ها هي أعلامنا ترفرف على كل مكان وأثبتنا أنفسنا بذلك".

عندما حلت ظهيرة اليوم التاسع عشر من تموز بدأ كل شيء بالتغيير، حيث تم رفع علم الحرية في بلدة صغيرة تحكمها حكومة دمشق، ورفع العلم الملون بالأخضر والأحمر والأصفر على كل سطح ومؤسسة كانت تقبع فيها حكومة دمشق، الشعار الذي كان يباد بين الجدران الأربعة لسجن الفاشية، وصل إلى روج آفا، وتحولت أحلام الماضي إلى حقيقة وتحررت روج آفا من القمع.

وقالت سارا خليل، الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل شهداء في مقاطعة الفرات وأحد شهود مقاومة ثورة روج آفا التي كانت جزءاً منها، والتي ذكرت إنه كان حلماً بالنسبة لهم، لكنهم حققوا هذا الحلم: "عندما نقول تموز، لا يتذكر الناس سوى المقاومة والبطولة ضد الظلم، تلك المقاومة التي بدأت في سجن آمد وتحولت إلى ثورة وامتدت أمواجها إلى روج آفا، وكانت بداية الشرارة في كوباني".

وأوضحت سارا أن الربيع العربي تحول إلى ربيع الشعوب، وتابعت: "لقد بدأت ثورتنا واتخذنا الخط الثالث أساساً لنا، الثورة التي سُميت بالربيع العربي لم تكن في خدمة الشعوب، حينها نهضت ثورتنا وناضلت من أجل خدمة الشعب، الآن، وريداً رويداً، تمكن شعبنا من إدارة نفسه بنفسه وانتخب إداراته، والآن تمت إزالة النظام الذي حكم هنا لسنوات من هنا، والآن هناك نهاية لهذا التعذيب والظلام.

لقد رفعنا أعلامنا على كل سطح من وقت بعد الظهر، والعلم الذي كان مخبأ في المنازل لسنوات يظهر الآن لونه على كل سطح، في تلك الساعات بعد الظهر، لم يكن هناك أحد في الخارج في أي شارع ولا ضجيج ولا أحد أمام باب منزله الجميع مترقباً داخل منزلهم، لكن بعد ذلك خرج الجميع إلى الشوارع، وبدلاً من علم نظام البعث تم رفع العلم الملون بالأحمر والأخضر والأصفر، بدلاً من أعلامهم رفعت أعلامنا في مؤسسات النظام، وفي فترة قصيرة أنشأنا مؤسساتنا، ولإدارة الشعب، وانتخب شعبنا إداراته، وبالتدريج أنشأنا مؤسساتنا وتمكنا من إدارة أنفسنا بأنفسنا على هذا الأساس".

تركت المرأة بصمتها في التاريخ

كما ذكرت الإدارية في قوة حماية المرأة، عدلة بكر، وبمناسبة ثورة 19 تموز، أن المرأة تركت بصمتها في التاريخ قائلة: "إن المقاومة التي بدأت بقوة وإرادة الشعوب، تركت بصمتها في التاريخ بثورة 19 تموز.

ففي عهد النظام، حتى النساء تم استعبادهن، لكن مع قيام الثورة أخذت المرأة مكانتها في كافة المجالات، وبعد ثورة 19 تموز، ناضلت المرأة وقاومت بكل قوتها وإرادتها، وتركت بصمتها في التاريخ، وأظهرت قوتها ونضالها للعالم أجمع.

انتفض الجميع مع الثورة

ولفتت عدلة بكر الانتباه إلى مقاومة ثورة 19 تموز، وقالت: "بمقاومة النساء والرجال والشيوخ ودماء الشهداء أُعيد بناء هذه المدينة من جديد، وكان لثورة 19 تموز الأثر الكبير على كل الأشخاص الموجودين أثناء الثورة، خلالها لم يقف أي أحد عند أي حد بل واصل الجميع النضال والمقاومة ووقفوا صامدين، وكما ترون الدولة التركية تشن حرباً خاصة بيننا وتريد تدمير الشعب الكردي، لكن في شهر تموز، تعرفنا على أنفسنا وتركنا بصمتنا على التاريخ وأثبتنا أنه لا يمكن لأحد أن يدمرنا.

ولقد حصلنا في هذه الثورة على قوتنا من مقاتلي حرية كردستان، وكانت أفكار القائد عبد الله أوجلان مصدر إلهام وأمل لنا، ونظمنا أنفسنا على أساس أفكار القائد أوجلان وفلسفته، ولدينا هذه القوة العظمى".

واختتمت عدلة بكر حديثها بالقول: "نبارك يوم 19 تموز لجميع أنحاء كردستان الأربعة، للقائد أوجلان، وللمعتقلين في السجون، ولمقاتلي حرية كردستان وللشهداء".